في أرض تتشابك فيها قصص النضال مع حكايات الأمل ويتردد صمود شعبها في كل حجر، تبرز الفنانة التشكيلية الفلسطينية "روان عناني" بفرشاة في يدها، تصور لنا الجوهر الاستثنائي للمرأة الفلسطينية من خلال براعتها الفنية. تسلط الضوء على روح شعبها مانحة الحياة للوحاتها بدءاً من الأزقة الضيقة في البلدة القديمة للقدس إلى الأسواق النابضة بالحيوية إلى روعة حيفا وسحر جنين.
إعداد - رشا أبو سعدة
نبوغ الموهبة:
ولدت، الفنانة روان عناني، في القدس عام 1978 وهي تنتمي لعائلة فنية. استوعبت جوهر الفن منذ صغرها، فحملت إرث عائلتها الفنية بحب عميق لوالدها وشغف لا يتزعزع بموهبتها.
درست السكرتاريا ومارست العمل بشهادتها لفترة من الزمن قبل زواجها وذهابها إلى السعودية مع زوجها، وهناك وجدت شغفها بالرسم فبدأت بذلك عام 2013 وكانت أعمالها بالبداية اكريليك على قماش ومن ثم انتقلت إلى الألوان المائية حيث وجدت نفسها أكثر في التعبير عن ذاتها على ورق، وصرحت أنها لم تواجه صعوبات كثيرة في مشوارها الفني لأن والدها، الفنان نبيل عناني، كان من أكبر الداعمين لها خلال مسيرتها الفنية، فقد كانت تقضي معظم وقتها في مرسمه، تراقبه كيف يستخدم الألوان ببراعة، تتعلم منه الكثير من الأشياء وهذا ساهم بتوجيهها نحو الرسم بطريقة صحيحة.
أهم معارضها الفنية:
شاركت الفنانة "روان عناني" في أول معرض جماعي لها في العام 2014 في جاليري زاوية في رام الله، ثم أقامت بعد ذلك معرضها الأول في العام 2019 في البيت الدانماركي برام الله. وأقامت معرضها الثاني تحت عنوان "نوافذ على فلسطين" في مركز خليل السكاكيني الثقافي في العام 2022 وكان يتضمن مجموعة لوحات تعبر عن المرأة الفلسطينية بلباسها المطرز وكان يشتمل على عشرين لوحة بالألوان المائية على ورق وحول المعرض علقت روان عناني بقولها: "ما يميز أعمالي أنها للمدن الفلسطينية، ولكن بألوان براقة تدعو للتفاؤل، فأنا أحاول الابتعاد عن كل ما هو سلبي وأسعى في لوحاتي للابتعاد عن أجواء الحزن". وهذا ما رأيناه فعلاً في لوحاتها التي عكست شخصيتها ونقلت لنا تفاؤلها بعودة أرض فلسطين لشعبها يوماً ما. والجدير بالذكر أن فنانتنا عضو في رابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين منذ عام 2015.
هواياتها:
ذكرت، الفنانة روان عناني، لفريق عمل موهبتي أنها تحب الموسيقا كثيراً وأنها تفضل نوع الموسيقا الهادئة التي تساعدها على الاستمتاع والتركيز أثناء قيامها برسم لوحاتها، وصرحت أنها ترسم يومياً ولمدة أربع ساعات متواصلة وأنها تعتبر وجود الرسم بحياتها شيء أساسي ومهم وهي ترسم بدافع تعبئة وقت فراغها وتعبيراً عن ذاتها وأفكارها.
تحب السفر كثيراً وتحب التعرف على مجتمعات جديدة والاندماج ضمن ثقافات مختلفة وتعلم لغات هذه الشعوب وتحب ممارسة لعبة التنس فهي المفضلة عندها. ونوهت أنه في صغرها كانت تخطط لأن تصبح مغنية، ولكن فيما بعد تغير ذلك ووجدت شغفها وعشقها في رسم اللوحات.
تعبيراً عن الحب للوطن:
في أعماق روحها يتجذر حبها العميق لوطنها، فلسطين. تعكس كل حركة لفرشاتها ارتباطاً عميقاً بالأرض وشعبها وتاريخها. من خلال رسوماتها الزاهية التي تصور جمال المنازل الفلسطينية بألوانها المشرقة وتفاصيلها المعمارية المميزة، والمرأة الفلسطينية هي العنصر الأبرز في جميع لوحاتها فهي تراها رمزاً للصمود والتضحية وأيضاً رمزاً للوطن، كما أن للثوب الفلسطيني رمزيته الخاصة لديها وهذا ما عبرت عنه بقولها: "الثوب الفلسطيني الذي ترتديه المرأة هو ثوب فريد وجميل بمطرزاته وأشكاله الهندسية الرائعة التي تعبر عن تراثنا الغني الذي أحب أن أرتكز عليه في لوحاتي".
ذكرت أنه خلال مشوارها الفني تعرفت على كثير من الفلسطينيين المقيمين في الخارج وبعضهم لم يحظ لسوء الحظ بفرصة الذهاب إلى وطنهم والتعرف عليه، فكانوا يقتنون لوحاتها لتذكرهم فيه وليعرف أولادهم عن وطنهم وأعربت عن فرحها بصداقتهم قائلة: " كنت سعيدة بالتعرف عليهم، وهناك العديد منهم ممن اقتنوا بعضاً من أعمالي لا يعرفون فلسطين، وقد أخبروني ببعض القصص المؤثرة عن شوقهم للتعرف على وطنهم".
في ضربات الفرشاة الزاهية للفنانة التشكيلية الفلسطينية "روان عناني" نشهد قصة حب بين الفن والوطن بين الإبداع والعاطفة ينتج عنها سيمفونية بصرية نابضة بالحب والحنين من خلال كل عمل فني. تبعث رسالة عميقة تعبر فيها عن حبها لوطنها وإعجابها بقوة وجمال المرأة الفلسطينية، وفخرها بشعبها الصامد.
