ملحمة صمود رائعة لكاتبة إماراتية شابة حولت صعوبات التعلم إلى انتصارات أدبية.

 


لطالما ضربت المرأة الإماراتية أسمى صور العطاء وأثبتت جدارتها في الكثير من المجالات متحدية كافة العوائق، فتظهر لنا من حين لآخر قصة جديدة ملهمة مشعة بنور الأمل للآخرين.

من بين كثير من القصص تشارككم مدونة موهبتي قصة الكاتبة الإماراتية الشابة "نوف الحضرمي" التي تجاوزت العديد من التحديات، وامتلأت مسيرتها بتجارب ملهمة ومؤثرة تركت بصمة حاضرة في الساحة الأدبية من خلال إصداراتها وما قدمته من مبادرات عديدة لدعم الشباب.

إعداد- رشا أبو سعدة



تجاوز صعوبات التعلم: 

في السنوات الأولى من حياتها واجهت نوف تحدياً صعباً للغاية أعاق قدرتها على التعلم والقراءة والكتابة، ولكنها لم تيأس إنما حولت هذه الصعوبات إلى فرصة باستخدام تجاربها كوقود لموهبتها التي اكتشفتها بسن مبكرة نتيجة التنمر الذي تعرضت له في فترة الطفولة في المدرسة والمجتمع. يعود الفضل في عدم استسلامها لأسرتها التي احتضنت موهبتها وساعدتها على العمل بجد فواصلت الدراسة الذاتية الحثيثة يوماً بعد يوم وفكت أسرار تعقيدات الكلمة المكتوبة مغذية خيالها بتحسين مهاراتها، فأنشأت إرثاً أدبياً استثنائياً.

نقطة التحول: 

صمدت "نوف" من أجل الارتقاء فوق الألم. انغمست في أعماق ذاتها. اكتشفت قوة الكلمة في أظلم اللحظات ووجدت راحتها في الكتابة. أدركت الإمكانات الهائلة المتواجدة في داخلها وحولتها لقوة وكانت شغوفة بمساعدة المواهب في الوصول إلى المجتمع وخاصة الفئة الشبابية فأسست مبادرة ورقة وقلم في عام 2019 فأحيت بفضل هذه المبادرة لغة الضاد وذكرت الأجيال الصاعدة بأهمية اللغة العربية وتم اختيارها من قبل موقع من هي كإحدى الشخصيات الملهمة والمؤثرة على مستوى الوطن العربي والعالم. وهي كذلك عضو في رابطة رواد التواصل الاجتماعي، واختارها المركز الأكاديمي للاستشارات سفيرة وقاية المجتمع.



من النضال إلى النجاح: 

قدمت "نوف" نفسها ككاتبة محترفة مبهرة القراء بأسلوبها الجيد ومؤلفاتها التي ألهمت الكثيرين فهي تعلم أن للكلمة تأثيرها الكبير لذلك هي لا تكتب إلا ما ترى فيه إفادة حقيقية للمجتمع وبناء على هذا أصدرت عدة إصدارات ولديها سبع أعمال أدبية في مختلف المجالات ومن أهم إصداراتها كتاب 19 جرعة أمل وهي مجموعة قصصية واقعية تلامس كل شخص يقرؤها ورواية متحف المفقودين ورواية الأقدار بين السطور وغيرها الكثير من المؤلفات التي أثرت عقل القارئ.


تقديراً للموهبة: 

أصبحت قصة نجاح الكاتبة نوف نموذجاً يحتذى به للكتّاب الطموحين. يظهر أنه بفضل الإصرار الراسخ والثقة بالنفس يمكن للشخص التغلب على أي عقبة وتحقيق أحلامه، فالموهبة على حد تعبير كاتبتنا لا تعرف حدوداً وأن قوة الكلمة المكتوبة يمكن أن تصنع تحولاً بواقع المرء وأن تثري حياته بالكثير من المعارف. وهذا ما عبرت عنه بالعديد من المناسبات الثقافية والأدبية وما لا يقل عن عشر محاضرات ودورات تدريبية قدمتها في مجالها وبرامج بمنابر مختلفة ناهيك عن المشاريع التي ساهمت فيها ومن أهمها منتدى تحديات الاستثمار الأدبي بالتعاون مع هيئة دبي للثقافة والفنون. وكان لها نصيب بالمشاركة في مسابقة القصة القصيرة وحصلت أيضاً على شهادة من الإقليم الإفريقي لكتابة قصة قصيرة بعنوان الرفق بالحيوان.




قصة الكاتبة الإماراتية "نوف الحضرمي" خير دليل على قوة الروح الإنسانية التي لا تقهر مهما كانت الظروف، فقد نجحت نوف بتحويل التحديات إلى درجات للوصول إلى النجاح وأثبتت أن الكلمة المكتوبة لا تعرف حدوداً وأنه لا يوجد عقبة لا يمكن تجاوزها عندما نؤمن بقدراتنا ونرفض الاستسلام لظروفنا.



google-playkhamsatmostaqltradent