حتى لو اعتقدت أنك ضعيفة، أنت في الحقيقة امرأة حديدية - قصة الملهمة منيبة مازاري

 





آن الأوان لنغير نظرتنا التقليدية عن أنفسنا كنساء وأن ننطلق ابتداء من القوة الداخلية الممنوحة لنا من الله عز وجل وهي طاقة الحب غير المشروط وطاقة العطاء اللامحدود للتعبير عن أنفسنا بالطريقة الصحيحة.

هناك قصص لنساء كثيرات نجحن بتحويل الألم إلى قصة نجاح مبهرة، فلما لا تكونين واحدة منهن؟ وأنت تعلمين داخلك أنك قادرة على كل شيء طالما أن توكلك الوحيد على الله عز وجل ثم على نفسك.

إعداد - رشا أبو سعدة


منيبة مازاري: 

المرأة الباكستانية الحديدية هكذا وُصفت وهذه حقيقتها، هي واحدة من النماذج التحفيزية المشجعة على النجاح. حيث تقف كشاهدة على حقيقة أن الإنسان يحمل بداخله قدرة جبارة على تشكيل تحولات استثنائية في حياته مهما كانت معاناته.


رحلة الألم: 

عندما علمت بخبر إصابتها وأنها لن تستطيع المشي مجدداً إثر حادث السيارة الذي تعرضت له مع زوجها انهارت في بداية الأمر ونتيجة الحادث واجهتها مشكلتين الأولى أنها لن تستطيع المشي مجدداً والثانية أنها لن تستطيع أن تنجب الأطفال وزاد من عذابها تخلي زوجها عنها الذي لم يكن إلى جانبها لأنه اعتبرها معطوبة ولا تصلح لأن تكون زوجة له.

في البداية صعبت الأمور عليها، وبدأت بالتساؤل: "لماذا أنا على قيد الحياة؟".

فأجابتها أمها: "كل هذا سيمر، لله خطة أكبر لكِ، لا أعلم ما هي، ولكن بالتأكيد لديه".


احتضان الضعف وتحويله لقوة: 

بعد فترة قصيرة وجدت نفسها مجبرة على تقبل وضعها فبدأت تبحث عن شيء يسليها وهي جالسة في المستشفى لأنها بقيت أياماً وشهوراً طريحة الفراش لا تقوى على الحركة، وذات يوم سألت أخوتها: "أعرف أن يدي مشوهة، لكني تعبت من النظر إلى هذه الجدران البيضاء في المستشفى وكل هذه الوزرات البيضاء. أنا تعبت من هذا وأريد إضافة المزيد من الألوان إلى حياتي، أعطوني بعض الألوان وبعض القماش، أريد أن أرسم".

فلجأت للرسم الذي وجدته ملاذها لنسيان الواقع مؤقتاً واستطاعت ملئ جدران المستشفى باللوحات المعبرة عن حالتها ورويداً رويداً بدأت تتقبل وضعها الجديد، وهذا ساعدها وساعد من حولها بتخطي هذه الفترة الصعبة.





جوهر الموهبة: 

في خضم معاناتها وجلوسها على كرسي متحرك اكتشفت منيبة مزاري بصورة غير متوقعة قوتها الداخلية واستثمرتها وقررت أن تعيش الحياة لنفسها وأنها لن تكون الشخص المثالي لشخص آخر وأنها ستستغل كل لحظة وتجعلها مثالية عن طريق مواجهة مخاوفها، لذا كتبت هذه المخاوف على ورقة واحدة تلو الأخرى وقررت أنها ستتغلب عليها تباعاً.


اكتشاف الموهبة: 

كانت أكبر مخاوف منيبة الطلاق، ولكنها دأبت لتحرر عقلها من هذا الوهم وجعلت نفسها قوية عاطفياً وخوفها الثاني كان أنها لن تصبح أماً، ولكن بعد ذلك أدركت أن هناك الكثير من الأطفال في العالم كل ما يريدونه هو القبول فقامت بتبني طفل وكانت سعيدة للغاية بطفلها نيل وأكملت من بعد هذا ممارسة الرسم وقامت بالعديد من حملات عروض الأزياء وقررت بعد فترة أن تشترك في التلفزيون الوطني الباكستاني فعملت مذيعة وأصبحت سفيرة النوايا الحسنة لدى هيئة الأمم المتحدة للمرأة في باكستان، والأن تتحدث عن حقوق النساء والأطفال. اشتركت في العديد من الندوات والبرامج التحفيزية وألقت العديد من الخطابات الملهمة التي جعلتها نموذجاً يحتذى به في التصميم وقهر التحديات.

ظهرت منيبة ضمن قائمة ال 100 امرأة الأكثر تأثيراً لدى ال BBC سنة 2015 وأيضاً على لائحة فوربس لعام 2016


الدروس المستفادة من قصة منيبة مازاري: 

تعتبر منيبة بحق المرأة الحديدية لأنها استطاعت التغلب على مصيبتها بطرق بسيطة واستعانت بالله وبإرادتها الصلبة وكافحت ألمها من خلال التسلح بالأمل والعمل المتواصل رغم كل الصعوبات وهي ممتنة لذاك الحادث الذي عرفها على الحكمة الأساسية من حياتها والمتمثلة بأن تكون منارة الأمل للكثيرين خاصة من ذوي الاحتياجات.

تقول منيبة: 

" الحياة هي اختبار ومحاكمة، ولا يفترض أن تكون الاختبارات سهلة لذلك عندما تتوقع السهولة من الحياة والحياة تعطيك الليمون فأنت تصنع عصير الليمون وبعدها لا تلم الحياة على ذلك، لأنك كنت تتوقع من الاختبار أن يكون سهلاً ".

وتقول ايضاً: 

"احتضن كل نفس تأخذه، احتفل بحياتك، عشها. لا تمت قبل موتك. السعادة الحقيقية تكمن في الامتنان. كن ممتناً. كن حياً وعش كل لحظة".


والآن أيتها الموهوبة أسألك بدوري: لو استطاعت امرأة على كرسي متحرك أن تحقق كل ذلك فما الذي يمنعك أنتِ من تحقيق ما تتوقين إليه؟

 

google-playkhamsatmostaqltradent