إعداد - رشا أبو سعدة
في عالم المخبوزات النابض بالحياة، حيث تلتقي النكهة بالإبداع، هناك أشخاص يمتلكون القدرة على تحويل مكونات الخبز العادية من دقيق وسكر وبيض وغيرها من الأشياء إلى مخبوزات فنية مذهلة تمتاز بروعة الشكل ولذة الطعم.
تعرفوا على آية غادر، شابة تمتلك شغفاً عميقاً بخبز الحلويات وعلى وجه الخصوص خبز الكيك والماكارون بأشكال جديدة ومبتكرة.
نبذة عن آية غادر:
تقيم آية في الكويت مع عائلتها منذ الصغر، و أنهت دراسة التمويل والمحاسبة في 2009 حيث عملت فترة من الزمن في مجال التمويل والاستثمار لأكثر من 12 عاماً.
الى جانب عملها، تمتلك آية مخبزها الخاص المتخصص في تصميم الماكارون, الكيك و مخبوزات فرنسية متنوعة. تمكنت آية من خلق التوازن بين عملها ومشروعها الخاص الذي تعتبره وسيلة لإشباع حسها الإبداعي ومنفذاً للتعبير عن شخصيتها أكثر وروحها المحبة للرسم والفن، حيث أكدت هذا بقولها: " عملي بتصميم الماكارون يلبي لدي الحس الفني".
نبوغ الموهبة:
شغف آية بالخبز رافقها منذ الصغر حيث كانت تساعد أمها, رحمة الله عليها, في المطبخ وتعلمت منها الكثير من التقنيات. كان لها في صغرها أيضاً محاولات كثيرة لخبز الكيك مع أخيها الاكبر فشخصيتها لا تعرف الاستسلام.
امتلكت ولعاً شديداً بتحضير أصناف عديدة ومختلفة من الحلويات رغم أنها لا تحب تناولها، ولكنها تحب تحضيرها والتفنن بأشكالها.
عندما رأى أهلها حماسها للأمر قاموا بتشجيعها ودعمها للاستمرار في التعلم و المحاولة حتى نجحت في إثبات جدارتها بهذا المجال.
إطلاق الخيال من خلال الطهي:
منذ عشر سنوات بدأت بتجريب صنع الماكارون بنفسها في مطبخها وبقيت تحاول إنجاح الأمر، فصنع الماكارون على حد قولها يحتاج إلى الكثير من التحضير وبذل المجهود لإنجاحه لأن تحضيره يلزمه تكنيك معين لا تحتاجه بقية الحلويات.
بقيت آية تجرب وصفات كثيرة لإتقان صنعه. قرأت الكثير من الكتب وشاهدت فيديوهات عديدة تشرح كيفية تحضيره، وجربت أشياء جديدة. كانت سعيدة بوصف تجربتها مع تعلم تصميم الماكارون وعلقت قائلة: "الماكارون إحدى أصعب أنواع الحلويات الفرنسية، وقد أتقنت صنعها بعد تجربة الكثير من الوصفات". الى أن قامت باعداد برج من الماكارون فيه أكثر من 240 حبة ليقدم في عرسها عام 2019 الى جانب أكثر من 300 حبة cookies لتوزع على الحضور. وأثار هذا الشيء اعجاب الجميع.
أشكال ساحرة ونكهات مميزة:
ابتدأت آية تحضير الماكارون بشكله الدائري المعتاد، وبعد فترة أصبح تحضيره سهلاً عليها لأنها تمرست جيداً على طريقة تحضيره ولم تعد تجد صعوبة كما في السابق.
وذات يوم خطرت لها فكرة أن تجرب أشكال جديدة للماكارون وفعلاً نجحت استحسان الكثيرين، ثم فكرت بصنعه على أشكال الحروف العربية لحبها الكبير للغة. وعندما نجحت بذلك أحبت أن يكون الماكارون مثل قالب الكيك بحجمه الكبير، ولاقى هذا الشيء استحسان الكثيرين وأحبوا فكرتها المستحدثة والجديدة.
أصبحت آية تتلقى طلبات من ناس كثيرة يريدون فيه أن تصمم لهم ماكارون بالشكل الذي يطلبونه و على حسب النكهة التي يرغبونها. وهذا زاد من شغفها ورغبتها بتقديم المزيد وابتكار العديد من أشكال الماكارون حسب الطلب.
و بفضل الله و دعم أهلها و زوجها على الأخص, استطاعت آية أن تستمر وتنجح في هذا المجال.
آية غادر، شابة ذات موهبة استثنائية. أعادت تعريف حدود ما هو ممكن في عالم صناعة الماكارون من خلال إتقانها كيفية خبزه وإصرارها الدائم والمستمر على تعلم كل جديد، ومحاولاتها الكثيرة لابتكار أشكال جديدة من الماكارون لم تكن معروفة لنا في السابق.
لذا إن كنتي ممن يحبون صنع الحلويات أنصحك بأن تحتضني الحلاوة والفرح الذي يكمن في كل إبداع متقن ولذيذ، وأطلب منك أن تستمتعي بكل لقمة تحضريها بنفسك وأن تكوني فخورة بتعبك وجهدك، وأن تستلهمي من رحلة آية غادر العبر لاستكشاف الإمكانيات اللانهائية التي تكمن في عالم صناعة الحلويات.