أماني قنديل: رسالتي نقل وتعليم جمال التطريز بشرائط الساتان إلى العالم العربي

عندما بدأت أكتب عن الموهوبات، بدأ إلهامي الذي أستمده من كل موهوبة أكتب عنها، ومن بين اللواتي ألهمنني في بدايتي؛ سيدة أبدعت في تزيين الكيك والكوكيز، وقطعت كثيرا من الحواجز لتتميز في مجالها، فحولت موهبتها الرائعة إلى عمل استثنائي يلهم كثيرين، فهي ليست موهوبة فقط، بل معلمة أيضا، علمت أكثر من 150 سيدة كيفية تزيين الكيك، وما يسعدني كثيرا أنني كنت موجودة في بدايتها في رحلة التعليم..

اليوم اخترت أن أعرفكم على قصة ناجحة قد تلهمكم كثيرا، وأحببت أن أضع بعض الاقتباسات التي كتبتها لكم استلهاما من رحلة مبدعتنا اليوم، أو ربما هي مفاتيح مرشدة للنجاح.

تعرفو على المبدعة منتهى قيلوح، والملقبة بأم جنى من خلال حديثها الشيق عن قصة بداياتها ونجاحها:

أم جنى:

أنا سيدة سورية عمري 36 سنة بدأت قصتي مع الكيك عندما أردت الاحتفال بعيد ميلاد ابنتي الأول، وذهبت لاختيار كيكة مميزة لها، ورأيت كيك الفوندان ووقعت في غرامه على الفور، وبدأت مسيرتي من تلك اللحظة، بدأت أجرب وصفات عن طريق الأنترنت، وأجرب طرقا لتزيين الكيك، وأبحث عن أماكن البيع.

وجدت معارضة في البداية ممن حولي، لكن ذلك كان تحدي بالنسبة لي وأصبح لدي إصرار أكبر للتعلم، حتى إني كنت أسهر الليالي فقط لأتعلم بناء مجسم لكيكة.

بدأت بعدها بصنع كوكيز مغلف بالفوندان، وبطريق الصدفة حصلت على أول طلبية، وكانت فرصتي الحقيقية لبدأ العمل، فتعرفت على صديقات وقفوا بجانبي وساعدوني وعلموني المبادئ الأساسية للعمل من خلال جروب (بيت الأحباب)

 اقتناص الفرص من أهم أسباب النجاح، فلا تغلقي بابا قد يكون بدايتك الحقيقية لرحلة مليئة بالمفاجآت

وبعد عام من التعلم والتجريب وتدريب نفسي، صنعت أول وأجمل كيكة بحياتي في عيد ميلاد ابنتي الثاني، وهنا زاد حبي للفوندان وزاد فضولي، وتحول الموضوع إلى إدمان. بل زاد إصراري أن أتقن العمل إلى أن وصلت إلى هذه المرحلة بحياتي.

الاصرار على إتقان عمل تختارينه لنفسك من أهم خطوات النجاح، الإرادة والعمل يؤديان إلى النجاح مباشرة 

نقاط مضيئة في حياتي:

كان لملتقى سيدات الموهبة برعاية السيدة إيمان بونقطة أحد تلك النقاط المضيئة بحياتي، فقد بدأت أول دورة لي لفن تزيين الكيك برعايته ودعمه، ومن بعده توالت الدورات وأكملت 10 دورات تخرجت منها أكثر من 150 مشتركة والحمد لله.

كان الطموح والتحدي يرافقانني دائما خلال مسيرتي المهنية رغم المصاعب والعقبات اللي كانت تواجهني، بالرغم من أنني كنت أصطدم أحيانا بشخصيات مستفزة تحاول أن تقلل من احترامي لنفسي بسبب هوايتي، إلا ان لدي حلم كبير يجعلني أحترم نفسي وأحبها لأن يكون لي إسم كبير يتذكره الناس، ولعل الـ 150 مشتركة حاليا سيفعلون ذلك على الأقل J

بالتأكيد لم أخترع شيئا، لكن لحسن حظي قد تذكرني سيدة ممن تعلموا من دوراتي وهي تعلم ابنتها كيفية تزيين الكيك، أو تبتسم عندما تتذكرني من خلال تصميم أو نصيحة أو طريقة، وذلك كنز بالنسبة لي.

 تقديرك لنفسك أهم بكثير من تقدير من حولك لك، فمن نفسك يولد النجاح لا من أنفسهم

أعتبر نفسي فنانة تزيين الكيك، ولا أعتبر نفسي مجرد خبازة، واستطعت إثبات هذا الأمر من خلال أعمالي، وفخورة جدا بالمرحلة التي وصلت إليها.

شكر وتقدير

شكرا ملتقى سيدات الموهبة الذي دعمني ببدايتي وعاد من جديد يدعمني اليوم، وشكرا لكل صديقاتي على الدعم المعنوي ووقوفكم جنبي طوال هذه السنين، والشكر الأكبر لابنتي جنى التي أيقظت الحلم بداخلي، وجعلت لي هدفا رائعا أشعر بالسعادة بتحقيقه،  وحلمي المستقبلي أن أستطيع نقل هوايتي وعملي إلى بلدي سوريا.

 أحلامنا حولنا قد تولد من موقف أو حدث أو لحظة قد تعبر، لكنك بإمكانك البحث في كل لحظة عن إلهام جديد قد تتغير فيه حياتك كليا

رسالة أوجهها

أتمنى أن يلقى تزيين الكيك تقديرا واحتفاءا فنيا بعيدا عن مسميات الخبز والفرن، والارتقاء إلى وضعه في المرتبة التي يستحقها كفن.

 شاهدي أعمال المبدعة أم جنى من خلال الفيديو: